12 angry men


12 محلفا غاضبا
 
هو عنوان الفيلم الذي اخترناه هذه المرة لمتتبعي الصفحة، والذي يعود إنتاجه إلى سنة 1957، ورغم وجود نسخ جديد للفيلم فقد اخترنا النسخة القديمة لأن الفيلم من نوع الافلام الحوارية، حيث لجنة المحلفين مطالبون بالحسم في قضية شاب متهم بقتل أبيه. إلا أن أحدهم يراوده الشك في القضية وسيحاول اقناع الاخرين بأن الشاب بريء من التهمة. هكذا فالمسؤولية لا تؤمن بالعبث أو التهور أو اللامبالاة أو العداء لفئات معينة، قدر ما تتطلب الحكمة لأن بعض القرارات قد تغير مسار حياة فرد أو جماعة أو ربما شعبا بأكمله.





جوابا على سؤال أحد متتبعي الصفحة: فيما يفيد هذا الفيلم؟ وهل يمكن توظيفه في الدرس الفلسفي؟
الشكر الجزيل لكل متتبعي الصفحة على تفاعلهم المثمر مع ما ينشر في الصفحة.
نحن حريصون على أن تكون مواد هذه الصفحة منتقاة بعناية فائقة، مع ما يتطلبه ذلك من مشاهدة الافلام واعادة مشاهدتها جيدا وفحص الخطابات الثاوية وراء الصورة، وفك الاشارات المرسلة تقنيا ودلاليا، انسجاما مع غايات الصفحة:
تعزيز فلسفة الصورة وثقافتها النقدية
نشر مقاطع أو اشرطة ذات بعد فلسفي يمكن أن تفيد مدرسي الفلسفة ومحبيها وعشقاها وكل اصدقاء الحكمة
منشورات ذات اشكالية يمكن توظيفها كوضعيات انطلاق أو وضعيات - مشكل
الانفتاح على مختلف الفنون
جوابا على السؤال، نقتبس كلام هابرماس Il n’existe rien de supérieur ni de plus profond à quoi nous pourrions en appeler. Seule existe une raison, devenue procédurale à force de désenchantement, et qui travaille seulement au moyen d’arguments, y compris en s’opposant à elle-même.
في مقاله بجريدة العالم الفرنسية بتاريخ 14 شتنبر 1994 على الرابط
 http://archipope.over-blog.com/article-12299480.html
والذي يفيد في معناه التقريبي: "لا يوجد شيء أسمى ولا أعمق يمكننا أن نستدعيه (نلجأ إليه). ما يوجد فقد هو عقل أصبح إجرائيا بسبب نزع الطابع السحري، بحيث أصبح يعمل فقط، بواسطة البراهين والحجج بما في ذلك اعتراضه على نفسه".
يبدوا أن الشريط والذي تعتبر قصته الجوارية بسيطة للغاية من جهة الحدث، ولكنها بالغة الدلالة فلسفيا. فالمحلف الذي يحمل رقم 8 (رمز الرزانة والحكمة والتعقل) سيصنع الحدث الحقيقي في الفيلم ويقلب الموضوع رأسا على عقب، بحيث سيتمكن في النهاية من اقناع المحلفين بصحة شكه.
ينطلق المحلف رقم 8 من شكه في صحة الأدلة ليدخل بقية المحلفين في نقاش لفحص مصداقية الشهادات وأدلة الإدانة، ومع التقدم في النقاش، بدأ المحلفون يتخلصون من القناعات والأحكام المسبقة التي جعلتهم يدينون المتهم في البداية. وبعد تبادل الحجج والبراهين والأدلة الدامغة سيقتنع الجميع ببراءة الشاب من قتل أبيه.
هكذا يتضح ورغم البعد القانوني للفيلم أيضا، أن الغاية من النقاش والحوار هو الوصول الى الحقيقي، لأنه ليست هناك حقيقة بديهية وجاهزة، بقدر ما أن الحقيقة هي نتيجة نصل إليها عبر مسار طويل وشاق من التداول والحوار والمناقشة. وهي الأطروحة التي نجد لها حضورا في الفلسفة السياسية المعاصرة مع هابرماس في نظرية الفعل التواصلي وأخلاقيات المناقشة.